
بقلم: سماح رمضان
بما ان كل فرد ومواطن من قطاع غزة يتحدث بكل ثقة بالسياسة، سواء كان طفلاً، او شابا،ً او كهلاً، فانه يبدي رايه السياسي و يقتنع به دون اراء من حوله، وبغض النظر عن مستوي الثقافة، او ثقل الشهادة الجامعية التي حصل عليها، او حتي مدي تحليله وفهمه للأحداث .
وأصبح الان بالوضع الراهن الذي نعيشه، أكثر سواداً يوما بعد يوم، والذي تحكمه الشائعات تارة، والتحليلات المبرمجة المزيفة تارة أخري، وما أسرع ان تنتشر الأخبار بكل ثقة المصدر الموثوق منه ومايدل علي صدقه ويقينه، وبعد ساعات قليلة ومن نفس المصدر الذي تم نشره، يتم نفي صحة الخبر .....ما الذي يجري حولنا بالضبط ، هل نحن بعصر السرعة ،اذا كان خبر اليوم صادق نأخذ به، وبسرعة القدر والزمن يكشف عن صحته وصدقه ونفاجئ انه كاذب، ويؤكد علي كذبه وعدم مصداقيته ولا أساس له من الصحة، وعلي حد علمي او بالمنطق المعقول ان هناك مدة معينه لابد ان تتوفر حتى يتسنى لنا التأكد من صحة الخبر السياسي التاريخي، والي ان تصل لمرحلة اليقين ولا تدع مجال للشك في صدق ثباتها.
وانا اكتب هذه الكلمات خطر بذهني ان اقوم بعملية مقارنه هزلية وواقعية بين مفاهيم سياسية دولية متعارف عليها، من حيث ثباتها وشرعيتها بين الدول المتقدمة، والتي تكون بمنزلة المعايير والقوانين السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية الثابتة، ومن غير المعقول ان نقوم نحن بتغير مسارها الطبيعي والخروج بها عن نصابها الثابت .
وقد قربت هذه المفاهيم او المصطلحات السياسية الي النكتة السياسية التي نعيشها الان والتي تعودنا عليها سابقا منذ الأزل .
نعم ...نحن نعيش بداخل نكتة سياسية، خطرت ببال القوة الدولية والكيان الصهيوني، وجاء اليوم الذي نضحك به علي أنفسنا، وضحكنا حتي بانت أسناننا من شدة الضحك ، لكن علي من نضحك؟؟ علي نحن ؟؟من نحن؟؟العرب؟؟ من العرب؟؟ هم أصحاب الحضارات الإسلامية الإنسانية العريقة بزمن ما، كانت ذخراً لعدة عصور معروفة وقامت علي كنفها دولاً، والتي نسبت كل هذا المجد العربي الهائل الضخم الي نفسها، دون نزاع ودون اعتراض يذكر، وأصبحت سيدة التقدم والتطور، ولها الفضل الكبير في تقدمنا والنمو الذي ننعم به الان.
أطلت عليكم ولكن ليس بيدي، لان جعبتي لديها الكثير من الماسي والبؤس والذكريات الأليمة، التي تغرس بقلب كل عربي منذ انا كان مضغة ببطن أمه، ومنذ انا جاء الي هذه الدنيا العربية الضعيفة المغلوب علي أمرها.
أريد ان اطرح عليكم بعض المفاهيم السياسية وهي الآتي:
1- الأحزاب السياسية 2- الأمن القومي 3- التضخم 4- التطهير العرقي
هذه بعض المفاهيم التي لابد ان نقارن فيما بينها من وجهة نظرنا كشعب فلسطيني عربي وما بين المنظور المتقدم الثابت دوليا بين الشعوب الاخري.
أولا: الأحزاب السياسية :
• من وجهة نظر القانون الدولي، او الدستور المحلي لبعض الدول المتقدمة، والتي تؤمن بالتعدية السياسية، والديمقراطية هي: مجموعات منظمة يكونها اشخاص، يملكون زمام السلطة، او يسعون لامتلاكها، ففي بعض الدول الديمقراطية تتنافس الاحزاب السياسية مع بعضها البعض في الانتخابات، للاحتفاظ او لكسب السيطرة علي الحكومة .
• من وجهة نظر الشعب الفلسطيني بكل فئاته واحترامي الي كل كل فئاته :
الاحزاب السياسية يعني الهيمنة، السيطرة، التملك، سلب حقوق الغير، الوصول للسلطة، قمع أي حزب يحاول منافسته، ....اذن نحن نتحدث عن حماس، وفتح، والجبهة الشعبية، والديمقراطية، والجهاد الاسلامي، وجيش الاسلام، وحزب النور الفلسطيني، وووو وقد اكون نسيت الكثير بعض الاحزاب السياسية، التي تكون اقرب للعدوان علي بعضها واقسي بالف مرة من قسوة الاعداء علينا ، وهذه هي الاحزاب السياسية الفلسطينية وبقية الدول العربية ،الديمقراطية معدومة، وان وجدت فانها مزيفه هشه سطحية ضعيفة.
اذن لابد من التغيير وحلول الوسط التي ترضي الجميع، اذن وعبر المشاورات النهائية توصلنا الي حل منطقي وواقعي، لابد من تغيير الشعب بأكمله الذي يوافق علي وجود مثل هذا الشكل من الاحزاب ،التي تمثله وتدافع عن حقوقه واحتياجاته.....
الحمدلله اخيرا توصلنا الي حل مقنع يرضي الجميع، وايجابي في زمن انعدمت به المنطقية والعقلانية وأصبح كل شئ أسير الشك واليقين .
ثانيا: الأمن القومي :
• من وجهة نظر القانون الدولي، او الدستور المحلي لبعض الدول المتقدمة، والتي تؤمن بضرورة وجود الامن القومي المشترك، والامن والاستقرار :
حالة من الاستقرار تتمتع بها الدول، او النظام الحاكم، حيث يمكن تحقيق النمو، والتطور، والبقاء لهذه الدولة، وغيابه يؤدي الي تهديد بقاء الدولة، وكيانها السياسي.
• من وجهة نظر الشعب الفلسطيني: وعند التحدث عن الامن هذه الكلمة لوحدها ممزقة، هشه ،واقرب الي النكتة علي الشعب العربي ، وفي ظل حكومتين تتوليان السلطة، ووجود الامن والاستقرار المضاعف والقوي هذا المفترض، وجوده بالرغم من وجود حكومتان، ولكن نجد العكس تماما، نجد التملك، والسيطرة مع القتل، والتهديد، وبشرعية الدستور والقانون، والاخر ينفي هذه الشرعية وينسبها الي نفسه، بالاضافة الي التمرجح بين شرعية الانتماء السياسي المعروف، والخروج عنه مرتد، يجب قمعه واستئصاله ليكون عبرة لغيره، ودون التمتع بغطاء دولي معترف به ،او حتي غطاء اقليمي عربي.
إذن بذلك أثبتنا وجود الامن والحمد لله، والذي ينعم باحسن حالات الاستقرار الخارجي السطحي، وبداخله الهيكلية الهشه المشوه ،الضائعة، مسلوب القيمة مجهول الهوية ......من هو وكيف اتي الي هنا ولماذا جاء.
وعندما نركب كلمة القومية بالامن ،نجد ان هذا المفهوم كبير علينا، ووزنه وثقله السياسي لا يناسبنا، لا يناسب الشعب الفلسطيني، اقصد الغزاوي ولا يناسب الشعوب العربية باكملها، وان صح الصحيح لا يناسب كل عربي مثبت بهويته الشخصية ، وباللغه العربية، وبفضل وجود هذا النوع من الامن القومي الذي لايوجد له مثيل بيننا، ولا باي دولة اخري، فقد ادي الي ظهور العديد من المزايا التي ننعم بها الان ، التدهور الحضاري، والثقافي، والاجتماعي، و السياسي، والاقتصادي، بالمقابل تقدم وازدهار ونمو الدول التي ترأف بحالتنا، ولا تسمح بهدر الحقوق السياسية، و الاجتماعية والانسانية بين الشعوب العربية.
هذا هو الامن القومي العربي الحافل بالذكريات التاريخية الهزلية، والتي ادت الي ان يقوم رئيس الحكومة الاسرائيلي ان يغضب منا ،وفي اثناء قسوتنا ببعض ان يقول:" لن نقف مكتوفي الايدي لقتل الابرياء والمواطنين العزل بغزة " اترك التعليق لديكم بالكلمات الأخيرة وقلبي ينزف دما وحسرة وألماً.
ثالثا: التضخم:
• من وجهة نظر القانون الدولي او الدستور المحلي لبعض الدول المتقدمة هي:
وجود فجوة بين العرض والطلب المتاح، والمحدد من السلع والخدمات، والطلب الفعلي، وهذه الفجوة متمثلة في زيادة الطلب علي العرض، ومن ثم زيادة الاسعار التي هي المؤشر التقليدي علي وجود التضخم في أي اقتصاد،"اذن هذا المفهوم اقتصادي بحت "
• من وجهة نظر الشعب الفلسطيني: كلمة تضخم اقتصادية بحته، أي يجب ان تفسر من الاطار الاقتصادي البحت، وهنا لنا وقفة : التضخم هذه الكلمة كانت شعار كل الاحزاب السياسية اثناء منافستها علي نظام الحكم، وكانت تنادي بانهاء التضخم، او التخفيف من حدته، وكسر شوكة الغلاء المعيشي الغزاوي :" سنحاول تخفيض اسعار المواد الغذائية، والقضاء علي التضخم بشتي انواعه، نحن نعدكم بالكثير، واليسير ووعود ووعود، الي ان اصبح هناك زيادة في التضخم ،هنا لا اتحدث عن التضخم الاقتصادي فقط، وانما علي التضخم السياسي، والاجتماعي، والثقافي الهزيل، الذي يملؤه الهواء الفاسد، والتي اتسخت به الجدران، من قبل كااااااااااافة الاحزاب السياسية فكلهم سواااااء، والانجع منهم يغمره سوء مابعده سوء، ووعودها الكاذبة والتي تحولت الي سراباً ليس فيه رجعه في تحقيقه، او حتي التفكير بتعديله بما يناسب شعبه ومواطنيه .
رابعا: التطهير العرقي :
• من وجهة نظر القانون الدولي او الدستور المحلي لبعض الدول المتقدمة هي:
قبل الخوض بالمصطلح السياسي المتعارف عليه، نريد ان نفسره من الجانب اللغوي هو: اجتثاث الارواح، وينطبق عليه المثل الشائع:" تقطع العرق وتسيح دمه" أي انه لايدع مجال للنقاش ويلغيها تماماً، اما المعني السياسي هي استئصال الجماعات العرقية المرتبطة بالمقاومة، او الجماعات الارهابية، او الهادفة الي تغير الاوضاع السياسية.
• من وجهة نظر الشعب الفلسطيني :
تعاني الشعوب العربية من انتشار التطهير العرقي من اعدائها، وخاصة الشعب الفلسطيني والذي يتعرض لابشع عمليات التطهير العرقي من قبل الكيان الصهيوني، ولذلك من فضل الله علينا اصبحنا نحن نمارس اقبح واشد قسوة للتطهير العرقي بيننا، بين شعبنا، بين ابنائنا، لا نفرق بين صغير وكبير، بين نساء وشيوخ، واطفالاً وابرياء، وبين مواطنين عاديين، واصبح الاعداء هم من يطالبون بوقف نزيف الدم بين ابناء عمومتنا، بين الاخوة ببيت واحد، من اب واحد، وام واحدة، ولا يهم من الذي قتل، ولماذا، وكيف ارتفعت روحه الي الرفيق الاعلي :"وباي ذنب قتلت"، ونكل بجثته اشد التنكيل،و حتي اصبح الكلب الحيوان له كرامة الموت وعندما يموت يكرم وجثته وتدفن دون ان تتمزق من شدة تمردغها بالتراب قبل دفنها .
هكذا نحن كنا رحماء بين بعضنا البعض، بين ابناء شعبنا بكل فئاته.....
واخيرا تمت عمليات التطهير العرقي بكل نجاح وزالت الغمة وانتهي الفساد" هذه هي شعارات النجاح والأمل والاستقرار؟ واستقبال المستقبل الذي نحلم به؟ ويحلم به كل عربي؟
ولنا بكل فترة زمينة تاريخية المزيد من عمليات التطهير العرقي، نعدكم بذلك ونحن علي العهد باقون،و علي ان نحقق كل امنيات الشعب الفلسطيني ، نعم سوف نحقق ماجئنا لتحقيقه، سترجع القدس بعمليات التطهير العرقي، وبالسلاح المختوم عليه شعارات التطهير العرقي، نعم وحق العودة سوف نحققه لكم، وسينعم كل لاجئ مغترب بارضه، بين احبائه، واقربائه، ويموت بينهم حتي يشتركوا بجنازته، ودفنه مع اجداه، انتظرونا وسوف تجدوا المزيد من الانتصارات رغم انف الحاقدين المفسدين
من فضل الله علينا اصبح لدينا اكثر من عدو، واكثر من صديق، واكثر من وسيط، وكثروا المتفرجين علينا، والمتمتعين بالمشاهدة علينا، ونحن نقدم المزيد والمزيد من المشاهد الممتعة، والشيقه التي تستحق المشاهدة الحقيقية العربية.
وحين ان نلتقي بالمزيد من عمليات الحنان العربي. والعطاء الزاخر الذي لا يضاهي احدا غيرة من العطاء علي مر زمان او مكان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق