الأربعاء، 13 فبراير 2008

قافلة العميان بعين نازفة



بقلم : سماح رمضان



قافلة العميان كانت تسير بخطى مسرعة واثقة في الصحراء .. رغم تعثرهم بين فترة واخرى ! .. كانوا يمسكون بأيدي بعضهم في سلسلة متتابعة ..الاعمى الاخير كان يقول لنفسه :- واضح ان الرجل الذي يقودني يرى طريقه جيداً .. الاعمى الذي يليه كان يقول لنفسه :- الحمد لله الذي يسر لي رجلان طيبان يمسكان بيدي ليدلاني على الطريق ..! الاعمى الثالث كان يقول لنفسه وهو يستمع لصوت الخطوات :- انا وسط مجموعه من الرجال الواثقين الذين يرون طريقهم جيداً ..! .. الاعمى الذي في المقدمه كان يقول في نفسه :- كم هو طيب هذا الرجل الذي يمسك بيدي ليدلني على الطريق .. انه يدعني اسير امامه كي لا يجرح مشاعري ..! قافلة العميان كانت تسير بصمت في الصحراء الواسعه .. لكنها كانت تسير بخطى سريعة واثقه ..! (للشاعر : منذر ابو حلتم )



كلمات قليلة ومعني كبير أقرؤها حرفا حرف
أتمتع بقراءتي لها وبما تحمل من مشاعر الأمل وتفيض بها علي شاطئ التوحد العربي بين امتنا
هذا ما وصفة ذهني أثناء قراءتي للقصة القصيرة (قافلة العميان) لشاعرنا المبدع منذر ابو حلتم
لكن .... لتني لم اتسائل ولم أناقش الشاعر ما كان يقصده من قصته هذه
صدمت وزالت كل شئ جميل رسمته بأفقي عن بني أمتي من كرامة وعزة وهيبة
الحقيقة مرة ولابد من مواجهتها لتغيير ما فيها من هزائم وخزي عربي
ونجح الشاعر في إظهار أوجاعنا وكشف عنها بمجهره الصادق الذي يظهر كل شائبة أينما كانت مختبئة وبعين نازفة تنتظر من يمسح دموع قهرها والتخفيف عن جفونها التي تورمت وتغير لونها من كثرة الآسي وتكسر أملها وتبددت طموحاتها وذبلت وماتت ثمارها منذ زمن

لكن لماذا قد بادرت بالتفسير الايجابي الذي يعطي للحياة أملا ونورا
لانها البراءة ...
نعم هي براءتنا نحو عدونا وحسن الظن فيه رغم بروز أنيابه لنا ونحن نظن انه يبتسم ولكنه يستعد للهجوم علينا وتمزيق لحمنا وكرامتنا ونحن ننظر ونشاهد علي تطاير أجسادنا أمامنا بضعف وانكسار
أبدعت ايها القلم الحر وأبدع عقلك الذي تحرر من كل ضعف العرب وقشوره التي تغطي كل مسئول عربي وما يطلق عليه حاكم او رئيس عربي قد تعب سيقان كرسي الرئاسة من ثقله وجبروته علي شعبه وحنانه علي عدوه وتدليله اليه وعلي مرئي ومسمع الجميع مع اعتذاره اذا أخطا بحقهم واعتزازه بإضاعته حقوقنا وكرامة عيشنا في ظلال حكمه .


لنا قصص كثيرة قريبا

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

اشكر واحيي الاستاذه سماح رمضان على عرضها ورتحليلها لهذه القصه القصيره
وفعلا استغربت التحليل والواقع ان القصه تقبل التحليل على اكثر من وجه
وتحليلك منطقي وجميل

مع الامنيات بالتوفيق ومبروك الموقع

دينا ابراهيم / الاردن