الاثنين، 25 فبراير 2008

قريبا نلتقي .... ونحن نقرب اللقاء

بقلم : سماح رمضان

قصة نسجت من خيال شاعرنا منذر ابو حلتم باسم قريبا نلتقي التي تتشعب وتتكاثر كلماته داخل كل خلية تقطر دما عربيا ينتظر الانتصار منا بايدينا وقوتنا واتحادنا
ولكن هذه القصة ليست بعيدة عن الواقع الذي نعيشة بكل لحظة مريرة وحزن وظلم ليس من الاحتلال وانما من انكسار شوكة العرب وقلم الهزيمة الذي يوقع علي قرارات القمم العربية التي تقام بشكل روتيني وكذكري سنوية وتجمع هش ضعيف .


(عشرة أمتار فقط بقيت لتصل الدبابات إلى البيت .. عشرة أمتار تفصلهم عن زينب والصغار …!! مقبض الرشاش صار ساخناً جداً .. وفي الهواء رائحة الدم والرصاص والحريق … عشرة أمتار فقط ..! )


الكاتب هنا انار قصته بزينب المراة الفلسطينية التي تحتضن اولادها بقلبها وجسدها وترتعب من الاحتلال وجبروته مثل أي امراة اخري تسمع صوت الموت القادم وليست خائفة علي نفسها وانما علي صغارها لاحول لهم ولا قوة ، ولا احد يقف مع زينب ولا رجل عربي يسمع صوته الخافت المهدد بالاندحار والتشويه فوق تشويه .


(من جهاز الراديو الصغير في جيبك يأتي صوت المذيع معلناً أن وزراء الخارجية العرب يقررون استمرار العمل الدبلوماسي وينتظرون وصول ( باول ) للمنطقة ..!)

لم يجري تغير كبير وجذري بالأمة العربية وقراراتها التي لا تستحق حبرها ولا ورقها ولا تكلفته ولا تكلفة مبني القمم العربية الهزيلة الهرمة وهذا ما يتكرر الآن...
والنتيجة واحدة وبمنتهي الخزي والعار وبدم الشهداء وجرح الأسري يقررون الضعف والتبعية والانحطاط لأنفسهم ولغيرهم من العرب .
وتتبدل الأوجه المستترة وراء السلام العادل والشامل

أين هما الآن جنود الشهامة يا زينب؟؟؟
لماذا لم يلبوا النداء والصراخ واللطم وبكاء الأطفال وخوفهم وقشعريرة أجسادهم وهما بقلب حضن أمهم وهي تستغيث ؟؟؟؟أين هم ؟؟؟

(يصمت رصاص المقاتلين فجأة .. دبابة تقترب .. وعلى مقدمتها طفلان مقيدان بالسلاسل .. الطفلان كانا ينظران حولهما بذهول .. وقد أصيبا بحالة من الهستيريا .. تنظر جيدا .. إنهما خالد وسائد .. يا الله ..!!)
هل عرفتي اين هم يا زينب ؟؟؟ إنهم علي كفوف الموت وأحضانه كدروع بشرية تتنقل لترعب به شهامتنا ورجولة جنودنا وتهز به كيان الكرامة والعزة
ولكنها نجدها فقط في قصة كاتبنا الذي أملا طيف الرجولة والوطنية علي طيات صفحاته في رسم الأمل الجميل الممتع والذي نجد فيه أنفسنا...
وأين نحن الآن من هذه النخوة ؟؟؟


مثلما تركت قصتك قريبة للقاء وأنا سوف اتركها اقرب أكثر للقاء مع زينب إلي تسكن غزة وتنتظر لقاء الخوف والجوع والقتل علي أولادها من العدو وتهديده ووعيده بكل حين وحين بالرغم من الذي يعاني منه من الأصل .

ألا يكفي يا عرب الأمة وعروبتها التي تنزف ؟؟؟
متى سوف يرجع عهدكم وكرامتكم وهيبتكم ؟؟؟
الجنين يستغيث بكم والطفل الرضيع يجوع ولم يجد من صدر أمه ما يشبعه
والنساء لم تتوقف عن لبس السواد والوجه الشاحب الحزين
والرجل الذي ذهبت إرادته وقوته علي البناء والعطاء
والعجوز الذي أصبح يتمني الموت قبل أن يأتي إلية ويسبقه


(الدبابة تقترب .. زينب والصغار ينظرون إليك بصمت وأنت تتقدم نحو الدبابة ..
زينب تحتضن الصغار وتصرخ :- مع السلامة .. قريباً نلتقي يا حبيبي ..!!!!!)
للاطلاع علي مؤلفات الكاتب اليكم الرابط للموقع الشخصي ( http://awraq1.blogspot.com/)

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

قرات القصة بموقع الكاتب وانتي استطعتي تربطي اجواء القصة مع انها بتحكي عن مخيم جنين ربطتيها بواقع الحصار على غزة

القصه معبره والتحليل موفق اتمنالك التوفيق دائما

اختكم: دلال المغربي
ارض العرب